كيفية ربط النظرية بالبحث الميداني

كيفية ربط النظرية بالبحث الميداني

كيفية ربط النظرية بالبحث الميداني

تم التحرير بتاريخ : 2018/08/15

اضفنا الى المفضلة

جدول المحتويات

كيفية ربط النظرية بالبحث الميداني

يعد ربط النظرية بالبحث الميداني من أهم الأمور التي يجب على الباحث معرفتها والاطلاع عليها، وذلك نظرا لأهمية الكبيرة بينهما.

وتعد العلاقة ما بين النظرية والبحث العلمي علاقة تفاعلية وظيفية، ولا يمكن أن يستغني البحث العلمي عن النظرية، ولا يمكن للنظرية أن تستغني عن البحث العلمي.

ويربط الباحثون ما بين النظرية والبحث الميداني من خلال ما يلي:

إن النظرية تكون عديمة الفائدة في حال لم تكن متعلقة بالبحث العلمي، وذلك لأن البحث العلمي هو الذي يقدم لها ويدعمها بالحقائق، كما أن يختبر صحتها بشكل مستمر، وذلك لكي لا تبقى النظرية مجردة ولا تعكس الواقع الذي يدرسه الطالب أو البحاث، كما أن البحث العلمي بدون النظرية سيكون بحثا عشوائيا، لا يقدم النتائج المرجوة منه، وستكون النتائج التي يقدمها عديمة الفائدة.

كما أن ممارسة البحث العلمي تتطلب من الباحث أن يلتزم بمجموعة من القواعد والإجراءات التي تكون إطارا معرفيا ومنهجا يسير الباحث عليه خلال دراسته.

وتعد النظرية الدليل الشامل أو الخريطة الفكرية الإرشادية، أو التصور الذهني أو النسق الفكري المعرفي على درجة عالية وشاملة من التجريد، كما أنها تعد بناء فرضي استنتاجي تميزه خصائص معينة ومن أبرز هذه الخصائص:

تشمل النظرية مجموعة من القضايا المنتجة والتي تحمل فائدة ويجب أن تتوفر فيها عدة شروط كأن تكون مستندة إلى أفكار محددة تماما، ومتسقة واحدة إثر أخرى، كما يمكن أن تستقرأ التعميمات منها، بالإضافة إلى ذلك يجب أن تقود الباحثين إلى مجموعة من الملاحظات والتعميمات التي تساهم في زيادة وتوسيع نطاق المعرفة.

كما أن النظرية تعد نتيجة لمجموعة كبيرة من الدراسات للوقائع وللظواهر، كما أنها تقدم رؤية منهجية منظمة للواقع.

كما أن النظرية تصاغ بشكل مجموعة من المصطلحات والتعريفات والافتراضات التي ترتبط بين بعضها البعض بعلاقة وثيقة.

كما أن النظرية تقوم بترجمة علاقة ثابتة بين متغيرات بعينها وذلك من أجل أن تقوم بتحديدها والتنبؤ بما يعتريها من التغيرات.

كما أن النظرية تسعى للقفز وراء المجهول وذلك بدافع التنبؤ والاستكشاف.

ما هي الخطوات الإجرائية التي يجب أن يربط الباحث بينها وبين النظرية ؟

يوجد هناك عدد من الخطوات الإجرائية التي يربط الباحث ما بينها وما بين النظرية، ومن أبرز هذه الخطوات:

إن أفضل أنواع البحوث والتي تقدم معلومات جديدة للتخصص هي البحوث التي يقوم الباحث باختيار منها موضوع دراسته، حيث يلجأ الباحث إلى إحدى نظرياتها وذلك من أجل الوقوف على الموضوعات التي تحتاج إلى دراسة معمقة، والتي تقدم فائدة أكبر من غيرها، والتي تساعد الباحث على تطوير النظريات ومناهج البحث، أما في حال رغب الباحث في البحث في موضوع محدد ويريد أن يبحث عن النظرية الملائمة له فيجب عليه أن يحرص على عدم اختيار نظريته من النظريات العامة، أو من النظريات الكبرى والمشهورة.

كما يجب على الباحث ألا يخضع البحث الذي يختاره إلى إحدى النظرية بطريقة تعسفية، ومن دون أن يتأكد من صلاحية هذه النظرية بالنسبة للموضوع الذي يدرسه.

وعندما يقوم الباحث باختيار موضوع لبحثه العلمي فيجب عليه أن يلجأ في البداية إلى الجهود التنظرية التي تناولت البحث الذي اختاره، وذلك قبل أن يفكر في علمية اللجوء إلى النظريات الكبرى والمعروفة.

وفي حال لم يجد هناك أي نظرية ترتبط ارتباطا مباشر بموضوع بحثه باستثناء النظريات الكبرى، فعليه قبل اللجوء لهذه النظريات أن يقوم بخطوة أخيرة وهي البحث في الدراسات السابقة التي تناولت موضوع البحث، ودراسة هذه الدراسات بشكل جيد، ومن ثم يقف على الأطر النظرية التي استندت عليها هذه الدراسات، ويختار منها الحقائق الجزئية والتي تتمتع بالشمولية والتناسق، ويطلع على الأطر النظرية لها، ويختار منها الحقائق التي تتمتع بالشمولية والتناسق، ويشكل من خلالها إطار نظريا يهتدي به.

كما يجب أن يحرص الباحث على عدم القول بعد وجود دراسات سابقة حول موضوع دراسته، ولأن هذا الأمر يعد من الأمور المرفوضة بين العلماء، حيث أن الباحثين يرون أن هذا الأمر يحدث في حالتين وهما:

عدم توافر في أماكن محددة ككلية أو جامعة أو مركز بحث علمي.

عدم توافرها بلغة ما، فقد تكون المراجع موجودة بلغة أخرى.

وبعد أن يقوم الباحث بوضع الإطار النظري للبحث العلمي الذي سيحدد له مسار البحث العلمي كما يجب أن يستخرج من هذا البحث كافة المفاهيم والفروض والتساؤلات التي ترتبط والمتغيرات والتي ينطلق منها في دراسته، وتعد هذه الخطوة من الخطوات التي يتناساها عدد كبير من الطلاب، حيث أنهم يقومون باختيار موضوع الدراسة، ومن يحددون الأهداف، والتساؤلات، ومن ثم يقومون باختيار الإطار النظري وهذا أمر غير صحيح.

كما يجب على الباحث أن يقوم بتعريف من خلال نظريته الحقائق الجزئية التي يستمدها من الدراسات السابقة، وهذا الأمر يتيح له إمكانية طرح تساؤلات كثيرة، كما تسمح له بصياغة فروض جديدة.

كما يجب على الباحث أن يقوم بتحديد الإطار النظري للبيانات التي يجب عليه جمعها في بحثه العلمي، ومن ثم يقوم بجمعها وعزلها عن البيانات الغير ضرورية.

كما يجب أن يستعين الباحث بالمسلمات والفروض النظرية بالإضافة إلى وصف وتحليل وتفسير الظاهرة التي يقوم بدراستها والوقوف على العلاقات بين متغيراتها.

كما يجب أن يستفيد الباحث من الملاحظات الميدانية، وذلك لأن هذه الملاحظات تساهم في تنقيح القضايا النظرية التي انطلق منها، كما أنه يستفيد من النظرية في تنمية المهارة النقدية لديه.

كما يجب أن يلجأ الباحث إلى النظرية وذلك لكي يحل التناقضات بين النتائج التي يتوصل إليها.

كما يجب أن يستفيد الباحث من النظرية في رؤية واستشراف الظاهرة ومستقبل هذه الظاهرة، وفي إعداد وصوغ ورؤية الواقع رؤية عقلية تعتبر مصدرا لمداخل نظرية جديدة.

وفي الختام نرجو أن نكون وفقنا في تقديم معلومات مهمة حول وضحنا من خلالها كيفية ربط النظرية بالبحث الميداني.


التعليقات

اضف تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
*
*
*





ابقى على تواصل معنا ... نحن بخدمتك