أبرز الأخطاء الأكاديمية التي يقع بها الباحث خلال كتابة منهجية الدراسة

أبرز الأخطاء الأكاديمية التي يقع بها الباحث خلال كتابة منهجية الدراسة

أبرز الأخطاء الأكاديمية التي يقع بها الباحث خلال كتابة منهجية الدراسة

تم التحرير بتاريخ : 2021/01/17

اضفنا الى المفضلة

جدول المحتويات

أنواع الباحثين

الباحث العلمي الجيد يتميّز بالتفاني في مجال معين، والقدرة على البقاء منظماً وتدوين الملاحظات المناسبة حول موضوع البحث، بالإضافة لمهارات التواصل القوية للتعبير عن الأفكار، والاستعداد لمشاركة الأفكار مع العالم المحيط، والتواصل مع الأكاديميين والأفراد الآخرين خارج الميدان، وقبول النقد وانتقاده، كما يركّز الباحثون والأكاديميون المحترفون عادة على موضوع معين داخل حقل ما، وهم يكرسون قدراً كبيراً من الوقت لدراسة هذا الموضوع، ومن الشائع أيضاً أن يقوم الباحثون بتطوير نظام تنظيمي لتتبع البحوث، حيث يجب على الكثير منهم تقديم تقارير حول البحث إلى أصحاب العمل أو المجلات أو المدارس، وبالمثل يجب أن يكون الأكاديميون قادرون على تلخيص نتائج البحث بشكل فعّال، وإيصال التفاصيل الأكثر بروزاً من خلال الكتابة أو التحدث، وعدم الخوف من النقد أو السخرية المحتملة.

يمكن تقسيم الباحثين إلى نوعين أساسيين: 

النوع الأول هو من يفتح الباب لفكرة جديدة مبتكرة أو فرع جديد من العلوم، مثل نيلز بور وهو من العلماء الذين فتحوا الباب للفيزياء الذرية، وآلان تيورنج الذي فتح الباب لفرع جديد تماماً نسميه اليوم علوم الحاسب، هذا النوع من الباحثين يفكر خارج الصندوق، ويقومون بنشر القليل من الأبحاث العلمية، ولكن أبحاثهم لها ثقل كبير وتعتبر من الكلاسيكيات (الأبحاث العلمية ذات التأثير الكبير ويظل تأثيرها لمدة زمنية طويلة)، ولكن حتى تفكر خارج الصندوق يجب أولاً أن تعرف كل شيء عن الصندوق.

النوع الثاني من الباحثين هو النوع شديد الدقة، وهو ذو قدرة كبيرة جداً على العمل بدون ملل أو كلل ودقيق للغاية في عمله، هذا النوع يأخذ طرف الخيط من النوع الأول ويحسّن فيه ويبين كيفية استخدامه وتحسينه، فمثلاً النوع الأول يفتح باب ما يسمى بالذكاء الصناعي والنوع الثاني يأخذ طرف الخيط ويبتكر طرقا كثيرة للذكاء الصناعي ويحسّن فيها ويستخدمها في شتى مناحي الحياة، هذا النوع ينشر الكثير من الأبحاث العلمية وأبحاثه تتحول إلى منتجات نستخدمها في حياتنا اليومية (أي تتحول من علم إلى تكنولوجيا).

مواصفات الباحث ذو الاتجاهات العلمية

اتساع الأفق العقلي:

تحرر العقل والتفكير من التحيّز والجمود والخرافات والقيود التي تفرض على الشخص أفكاراً خاطئة، والإصغاء إلى آراء الآخرين وتفهُّم هذه الآراء واحترامها حتى لو تعارضت مع آرائه الشخصية أو خالفها تماماً، ورحابة الصدر وتقبُّل النقد والاستعداد لتغيير أو تعديل الفكرة أو الرأي إذا ثبت خطأها في ضوء ما يستجد من حقائق وأدلة مقنعة وصحيحة، والاعتقاد في نسبية الحقيقة العلمية، وأن الحقائق التي نتوصل إليها في البحث العلمي ليست مطلقة ونهائية.

حب الاستطلاع والرغبة المستمرة في التعلّم:

الرغبة في البحث عن إجابات وتفسيرات مقبولة لتساؤلات الباحث عما يحدث أو يوجد حوله من أحداث وأشياء وظواهر مختلفة، والمثابرة والرغبة المستمرة في زيادة معلوماته وخبراته، واستخدام مصادر متعددة لهذا الغرض والاستفادة من خبرات الآخرين.

 

إعداد الأبحاث والأوراق العلمية

البحث وراء المسببات الحقيقية للأحداث والظواهر:

الاعتقاد بأن لأي حدث أو ظاهرة مسببات ودراسة الأحداث والظواهر التي يدركها الباحث من حوله ويبحث عن مسبباتها الحقيقية، وعدم الاعتقاد في الخرافات والمبالغة في دور الصدفة وعدم الاعتقاد في ضرورة وجود علاقة سببية بين حدثين لمجرد حدوثهما في نفس الوقت أو حدوث أحدهما بعد الآخر.

توخي الدقة وكفاية الأدلة للوصول إلى القرارات والأحكام:

الدقة في جمع الأدلة والملاحظات من مصادر متعددة موثوق بها وعدم التسرع في الوصول إلى القرارات والقفز إلى النتائج ما لم تدعمها الأدلة والملاحظات الكافية، واستخدام معايير الدقة والموضوعية والكفاية في تقدير ما يتم جمعه من أدلة وملاحظات.

الاعتقاد بأهمية الدور الاجتماعي للعلم والبحث العلمي:

الإيمان بدور العلم والبحث العلمي في إيجاد حلول علمية لما تواجهه المجتمعات من مشكلات وتحديات في مختلف المجالات التربوية والاقتصادية والصحية وغيرها، والإيمان بأن العلم لا يتعارض مع الأخلاق والقيم الدينية، وتوجيه العلم والبحث العلمي إلى ما يحقق سعادة ورفاهية البشرية في كل مكان.

إدارة الوقت:

يجب على الباحث الجيد التخطيط لعمله والالتزام بالمواعيد النهائية، وإيلاء الاهتمام بتفاصيل البحث بأكمله، وأن يجتمع بانتظام مع المشرفين الذيم لديهم دراسة جيدة لعادات العمل، لذلك تعد إدارة الوقت من أهم صفات الباحث العلمي الجيد الذي يعمل بجد، ويخطط لبرنامج عمله، ولديه الخيال لرؤية جمال وسحر الموضوع البحثي، ليكتب بوضوح ودقة حول ما اكتشفه.

الفضول والقدرة على التعلّم:

الفضول الفكري والرغبة والقدرة على تعلم أشياء جديدة، حيث يتضمن هذا الفضول وجود استفسارات وفتح الذهن، والمرونة والقدرة على التكيف، ويجب أن يكون قادراً على أخذ المشورة دائماً والفضول الحقيقي حول العالم وعن مشروعه الذي يفيد ذلك العالم.

الالتزام:

الالتزام من أهم صفات الباحث العلمي، فيتم من خلاله اكتساب المعرفة لاستكمال العمل أو القيام بعمل جيد، والتعبيرات الأخرى التي توضح الالتزام هي المثابرة والتصميم والتفاني والمثابرة والمرونة والتحمّل، فمن أهم صفات الباحث المثابرة والالتزام، وجميع الصفات مهمة بالنسبة للباحث للحصول على أقصى استفادة من البحث الخاص به، ولكن إذا كان لديه مستوى عالٍ من الالتزام فسيتبعه الباقي عادة.

القدرة على التفكير:

تتمثّل صفات الباحث العلمي الجيد في القدرة على التفكير وتطوير المهارات البحثية اللازمة، بما في ذلك القدرة على تحليل وتوليف المفاهيم وتطوير الحجة والتفكير النقدي، لذلك يجب أن يتميز الباحث العلمي المثالي بالقدرة على التفكير وطرح الأسئلة والبحث عن الإجابات، ويكون مستعداً للكتابة والحديث عنها كتابياً، ويجب أن يكون قادراً على التفكير في المستوى العلمي لمشروع بحثه.

القدرة التنافسية مع وجود الأخلاقيات:

لابد على الباحث القوي أن يبحث باستمرار عن فرص للمنافسة على أفضل المنح البحثية والجوائز العلمية البارزة وجميع أنواع الأحداث التنافسية الأخرى التي تدرك وتدعم العمل المتميز، ولا بد أن يتبع أخلاقيات مهنية قوية في الصدق حول العمل الخاص به وتقبّل النقد البناء ومعاملة الآخرين باحترام، وألاّ يكتسب ميزة شخصية من المناصب الوظيفية، ولا بد أن يشارك بنشاط في تطوير أفكار جديدة، ويدعم الأحداث المحلية من خلال ضمان المستوى الأكاديمي لجودة البحث.

الثقة:

تعد الثقة التي من صفات الباحث العلمي الجيد أمراً مطلوباً للغاية لدى كل الباحثين، وهذه الثقة تساعدهم على تحقيق أهداف مهمة لنموهم الشخصي، ويُعتقد أن الثقة تنمو مع مرور الوقت، وبالتالي يكتسب الباحث ثقة أكبر في المجتمع، لذلك يجب على الباحث أن يكون واثقاً من نفسه وحازماً في قراراته، لكن الحزم لا يصاحب ضمان الحصول على ما نرغب فيه، ولكنه يجلب الارتياح لمحاولة أفضل مستوى لدينا على ما تمنيناه، فهي كالمعركة داخل أنفسنا، والأمر متروك لنا لاختيار ما إذا كنا نرغب في خوض المعركة أم لا.

خاتمة

إن من أهم الشروط التي يتوجب توفرها في الباحث العلمي إتقان اللغة التي يكتب فيها بحثه ليكون دقيقاً في التعبير عن آرائه وفي نقل أفكار الآخرين وفهمها، وإتقان اللغة يحتاج إلى مدة طويلة ومران وممارسة ومطالعة الكتب المعروفة بدقة تعبيرها وسلامتها اللغوية، ويُشترط في الباحث أن يكون واضحاً في عباراته ودقيقاً في استعمال المصطلحات والتعابير والكلمات التي لها معنى محدد، والتوفيق بين الإسهاب والإيجاز والكتابة بتعابير واضحة وسلسة ومفهومة من قبل القارئ المتوسط الثقافة، وكلما كان أسلوب الباحث سليماً ومتيناً ورصيناً لا تشوبه الأخطاء اللغوية والنحوية معبراً بشكل واضح عن آراء وأفكار الباحث كان مقبولاً من القارئ، ويتوجب تجنب الأسلوب المتكلف والتهكمي وعبارات السخرية والمبالغة في وصف الأشخاص والآراء، ويُفضل أن يتجنب الباحث استعمال ضمائر المتكلم بكل أنواعه، والأفضل استعمال تعابير توحي بالتواضع العلمي والأدب.

 

 


التعليقات

اضف تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
*
*
*





ابقى على تواصل معنا ... نحن بخدمتك