كيف تكتب مقدمة البحث التاريخي ؟

 

كيف تكتب مقدمة البحث التاريخي ؟

 

كيف تكتب مقدمة البحث التاريخي ؟

 

البحث التاريخي هو البحث الذي يتناول الأحداث التي وقعت في الزمن الماضي ، ويقوم بدراستها ، والاطلاع عليها ، ويعد المنهج التاريخي من العلوم الاجتماعية التي تمتلك منهجا خاصا بها ، حيث يطلق على المنهج الخاص به اسم المنهج الاستردادي ، ويتطلب هذا المنهج من الباحث القيام بإعادة بناء الماضي بحيث يجعله قريبا من الواقع .

وتعد كتابة مقدمة البحث التاريخي من الأمور التي تشغل بال الباحثين كثيرا  ، وذلك نظرا للدور الكبير الذي تلعبه في البحث التاريخي ، فهي تعبر عن أهمية هذا البحث وجودته العظيمة ، لذلك يجب أن تكون هذه المقدمة مثيرة لاهتمام الباحث بطريقة تدفعه لإكمال قراءة البحث التاريخي حتى النهاية .

كيف تكتب مقدمة البحث التاريخي ؟

لكتابة البحث التاريخي يجب أن يلجأ الباحث إلى عدد من الخطوات يقسم من خلالها مقدمة البحث إلى عدد من الخطوات وهي :

  1. يجب على الباحث أن يقوم بذكر الأفكار العامة المتعلقة بالبحث التاريخي ، فإن كان الباحث يتناول في بحثه العصر الروماني فعليه الحديث عن بداية ظهور الدولة الرومانية ، وكيف بدأت هذه الدولة بالتوسع غربا وشرقا حتى غدت أعظم إمبراطوريات العالم القديم ، بحيث يركز على النقاط التي يتناولها بحثه بشكل كبير .
  2. بعد ذلك يقوم بكتابة الفكرة الرئيسية للبحث ، ويتحدث عن السبب الذي دفعه لاختيار هذه الفكرة ، لكن على الباحث أن يحرص على اختيار فكرة واضحة ومفهومة ، ولا تسبب أي تشويش للقارئ .
  3. بعد ذلك يقوم الباحث في ذكر عناوين الأفكار الفرعية للبحث ، ويناقشها بالتسلسل ، وبحسب ورودها في البحث ، حتى  يصل إلى الخاتمة ، كما عليها تجنب شرح الأفكار الفرعية بشكل كبير، لأن هذا من شأنه أن يطيل مقدمة البحث التاريخي ، وهو أمر غير مرغوب فيه .
  4. يجب على الباحث أن يكون حريصا أثناء كتابة مقدمة البحث التاريخي على تجنب الوقوع في دوامة الأخطاء اللغوية والنحوية ، وفي حال عدم تمكنه من القواعد اللغوية عليه الاستعانة بمدقق لغوي يقوم بتدقيق البحث التاريخي بشكل كامل له .
  5. على الباحث اختيار الكلمات الملائمة للموضوع والتي تعبر عنه  بشكل مباشر بحيث لا يقع القارئ في أي لبس أثناء قراءة مقدمة البحث التاريخي .

 

ما هي أهمية البحث التاريخي ؟

  1. من خلال البحث التاريخي يستطيع الباحث أن يكشف عن أشياء غير موجودة ولم يتم اكتشافها من قبل، ولم تدرس، فيكشف الباحث حقائق جديدة.
  2. من خلال البحث التاريخي يستطيع الباحث الإجابة عن عدد الأسئلة التي حصلت في الماضي.
  3. ومن خلال البحث التاريخي يستطيع الباحث تقييم العلاقة ما بين الماضي والحاضر، وذلك نظرا لأن أحداث الماضي قد تجعل الباحث يتنبأ بالأحداث التي سوف تقع في المستقبل.
  4. ومن خلال البحث التاريخي يقيم الباحث إنجازات الأفراد والمنظمات والمؤسسات.
  5. ومن خلال البحث العلمي يستطيع الباحث فهم الثقافة التي يعيش ضمنها الباحث.

 

ما هي خطوات المنهج التاريخي؟

حتى يستطيع الباحث كتابة مقدمة بحث تاريخي يجب عليه أن يكون على اطلاع كامل على خطوات المنهج التاريخي، وفيما يلي سوف نتحدث عن خطوات المنهج التاريخي:

  1. توضيح مشكلة البحث وأبعادها: من خلال المنهج التاريخي يقوم الباحث بالتعرف على مشكلة البحث، فيقوم بتحديد هذه المشكلة، ومن ثم يقوم بصياغتها بطريقة جديدة، وعند صياغة مشكلة البحث التاريخي يجب على الباحث أن يحرص على أن تكون العلاقة بين متحولين أو أكثر، كما يجب أن يحرص على أن يقوم بتحديد البعد الزماني والمكاني للمشكلة.
  2. جمع المادة التاريخية: ويعد جمع المادة التاريخية من أهم الخطوات التي يجب على الباحث القيام بها، لذلك يجب على الباحث أن يبحث عن الكتب التاريخية التي تناولت مشكلة البحث الذي يقوم به، وعليه أن يتأكد من صحة هذه المصادر والمراجع ومدى مصداقيتها، ومن ثم يجب عليه أن يقوم بجمع المعلومات المتعلقة ببحثه منها بشكل دقيق بعد أن يطلع عليها.
  3. نقد مصادر البيانات: بعد أن ينتهي الباحث من عملية جمع البيانات يجب عليه نقدها، حيث يجب عليه التأكد من صحة هذه البيانات، ويتم نقد البيانات خارجيا وداخليا، حيث أما النقد الخارجي فهو النقد الذي يقوم الباحث من خلاله بمعرفة سيرة حياة المؤلف وهل كان هذا المؤلف موضوعيا في دراسته أم انحاز لطرف على حساب طرف آخر، كما يتم نقد الوثيقة التاريخية وهل احتوت هذه الوثيقة على تناقض أم لم يكن فيها تناقض، كما يجب أن يعرف الباحث الظروف التي كان يعيش فيها الكاتب أثناء كتابة الوثيقة التاريخية، فهل كان هذا الكاتب حرا أم كان هناك ضغوطات مورست عليه أثناء كتابتها، أما النقد الداخلي فيتم من خلال التأكد من عدم وجود أي تزوير في الوثيقة، ومن خلال التأكد من أن الوثيقة قام المؤلف بكتابتها بخط يده، وباللغة التي كانت سائدة في ذلك العصر، كما يتم التأكد من أهلية الباحث لإعداد وكتابة مثل هذه الوثيقة التاريخية.
  4. تدوين النتائج التي يحصل عليها الباحث من خلال قيامه بهذا البحث التاريخي: وفي هذه الحالة يقوم الباحث بكتابة النتائج التي يتوصل إليها من خلال البحث العلمي، وبعد أن ينتهي من كتابتها وعرضه يقوم بمناقشتها وتفسيرها، ويجب أن يخصص الباحث مساحة كافية لقسم نتائج البحث العلمي.

 

ما هي مميزات وعيوب المنهج التاريخي؟

للمنهج التاريخي مجموعة من المميزات والعيوب والتي يجب على كل باحث معرفتها، وذلك لكي يستغل المميزات كأحسن استغلال ويحاول تجنب العيوب الموجودة في هذا المنهج وفيما يلي سوف نتحدث عن أهم وأبرز مميزات وعيوب المنهج التاريخي:

  • مميزات المنهج التاريخي:
  1. يعد اعتماد المنهج التاريخي على الأسلوب العلمي من أهم ميزاته، حيث يقوم الباحث باتباع خطوات البحث العلمي، من الشعور بالمشكلة إلى تحديد فرضياتها، إلى الوصول إلى حل لها.
  2. المنهج التاريخي منهج يعتمد على المصادر الأولية والثانوية أثناء قيام الباحث بجمع البيانات المرتبطة والمتعلقة بالبحث العلمي الذي يقوم به، ويعد هذا الأمر أمرا جيدا في حال قام الباحث بالتأكد من صحة هذه المصادر ومصداقيتها.
  •  عيوب المنهج التاريخي:
  1. تعد المعرفة التاريخية معرفة ناقصة وغير كاملة، ومن المستحيل أن تضم الوثائق التاريخية كافة التاريخ الإنساني.
  2. التاريخ يكتبه الأقوياء، وتعد هذه من أكبر عيوب المنهج التاريخي، حيث أن المنتصر يدون انتصاراته ويمجد نفسه، ويقلل من الطرف المهزوم ويزور إنجازاته ويلغيها.
  3. قد تقفد المصادر التاريخية مصداقيتها، وذلك لأنها قد تتعرض للتلف أو قد تضيع أجزاء منها.
  4. يصعب وضع الفروض والتحقق منها في المنهج التاريخي.
  5. من غير الممكن أن تخضع البيانات التاريخية للتجريب.
  6. من الصعب التنبؤ بالظاهرة التاريخية وتعميمها وذلك نظرا لصعوبة تكرارها في الظروف الاعتيادية.

 

وهكذا نرى أن مقدمة البحث التاريخي تلعب دورا كبيرا في البحث ، وذلك لأنها البوابة الرئيسية للبحث  ، لذلك يجب على الباحث أن يوليها الاهتمام الكافي أثناء كتابتها ، وفي الختام نرجو أن نكون وفقنا في شرح كيفية كتابة مقدمة البحث التاريخي ، وجعلنا الصورة واضحة في أذهانكم ،و خالية من أي غموض .

 

 

Stay in contact with us ... We serve you