تم التحرير بتاريخ : 2019/11/21
ما هو التصحيح اللغوي ؟ ومتى نلجأ إليه، وما هي شروطه، وها هي الأسباب التي تدفع الإنسان إلى اللجوء إليه؟ أسئلة إجاباتها تعني كل باحث ينوي تقديم بحث علمي مميز ومثالي، وذلك لأن الأخطاء على اختلاف أنواعها سواء أكانت لغوية، إملائية أم نحوية تشكل نقطة ضعف كبيرة للبحث العلمي، وتضعف من قيمته مهما كان قيمة المعلومات الموجودة فيه جيدة.
لذلك فإن التصحيح له دور كبير في البحث العلمي، وإن دوره العلمي لن يقل أهمية عن أي فقرة في البحث العلمي، لذلك يجب على الباحث أن يقوم بإجراء التصحيح اللغوي لبحثه العلمي بعد أن يكون قد انتهى منه.
ويعرف التصحيح بأنه عمل علمي قائم على حماية اللغة من الأخطاء التي قد يقع فيها الباحث أو الكاتب، سواء أكانت هذه الأخطاء في التراكيب أو المفردات أو العبارات أو الأساليب.
كما يعرف التصحيح اللغوي بأنه إزالة العيوب والأخطاء من الكلام سواء أكانت هذه العيوب موجودة في التكوين أو الإعراب، أو علامات الترقيم، وذلك حتى يكون النص سليما لغويا، وخاليا من أي خطأ قد يغير المعاني أو قد يضر بها.
وللتصحيح اللغوي أهمية كبيرة سوف نتعرف عليها في سطور مقالنا هذا، كما أننا سوف نقدم معلومات عديدة حول مفهوم التصحيح اللغوي.
ما هي أهمية التصحيح اللغوي؟
للتصحيح اللغوي أهمية كبيرة، وتكمن أهمية التصحيح اللغوي في عدد من الأمور ومن أبرز هذه الأمور:
التصحيح اللغوي مهنة عملية، يقوم الشخص الذي يصحح لغويا بالحفاظ على اللغة وسلامتها، وذلك من خلال تنقية البحوث والنصوص من كافة الأخطاء التي من الممكن أن يقع فيها الكتاب أو الباحثين.
كما أن التصحيح اللغوي يلعب دورا كبيرا في صيانة اللغة العربية من انتشار العيوب والأخطاء فيها، وذلك لأن الكتابات الخاطئة في حال بقائها فإن هذا يعني أنها ستنتشر بين الناس، وقد يقع القراء بنفس هذه الأخطاء عندما يستخدمون الكلمات التي أخطأ الكاتب في كتابتها، لذلك فإن التصحيح اللغوي.
من خلال التصحيح اللغوي يتم تقويم اللسان العربي، ويعرف الباحث الأخطاء التي وقع وبالتالي يكون قادرا على الابتعاد عنها وتجنبها في المرات القادمة.
يساهم التصحيح اللغوي في صيانة هوية الأمة في الاجتماعات والندوات والمؤتمرات والمحافل الدولية.
ومن خلال التصحيح اللغوي يتم التمييز ما بين الكلام الجيد من الكلام الرديء، والأبنية الجيدة من الأبنية السقيمة.
ما هي عناصر ومهارات التصحيح اللغوي؟
حتى يكون المصحح اللغوي مصححا ناجحا يجب أن يقوم بمجموعة من العناصر والمهارات، ومن أبرز هذه العناصر:
حتى يكون المصحح اللغوي مصححا ناجحا يجب أن يقوم مطلعا على اللغة التي يدقق فيها اطلاعا تاما، ومتمكنا منها، وعارفا بكافة خفاياها، وأسرارها، كما يجب أن يكون على معرفة بكافة القواعد النحوية والإملائية واللغوية.
كما يجب أن يكون المصحح اللغوي على دراية كاملة بالمجال الذي يصحح فيه، وذلك لكي يستطيع أن يستوعب العبارات التي يكتبها الباحث.
ولكي يكون المصحح اللغوي مصححا ناجحا يجب أن يتمتع بالملاحظة وقوة التركيز، كما يجب أن يكون قادرا على اكتشاف الأخطاء مهما كانت صغيرة أو دقيقة.
كما يجب أن يتحلى المصحح الذي يقوم بعملية التصحيح اللغوي بالهدوء، حيث يجب عليه أن يقوم بالتأكد من صحة الأخطاء التي يكتشفها، كما يجب عليه ألا يحكم على هذه الأخطاء بسرعة كبيرة.
كما يجب أن يقوم المصحح اللغوي باقتناء مجموعة من المصادر والمراجع المتعلقة باللغة التي يدقق فيها.
ما هي النصوص التي تحتاج إلى تصحيح لغوي؟
يجب على أي مصحح أن يكون على دراية كاملة بالنصوص التي تحتاج إلى تصحيح لغوي، وفيما يلي سوف نتعرف على أهم النصوص التي تحتاج إلى تصحيح لغوي.
تعد المؤلفات من أهم وأبرز النصوص التي تحتاج إلى تصحيح لغوي، سواء أكانت هذه النصوص رسائل ماجستير، أم أطروحات دكتوراه، أم كتب، أم دواوين شعر، وغيرها من المؤلفات، ويجب أن ينتبه المصحح عند قيامه بتصحيح النصوص إلى كافة الأخطاء التي من الممكن أن يقع فيها الباحث، ومن أبرز هذه الأخطاء التي قد يقع فيها الباحثون الأخطاء اللغوية، الأخطاء النحوية، الأخطاء الإملائية.
وفي بعض الأحيان يقع الباحثون بأخطاء تتعلق بعلامات الترقيم، حيث يكونوا غير قادرين على معرفة كيفية استخدام هذه العلامات ووضعها في أماكنها المناسبة.
ومن الأخطاء الشائعة التي يقع فيها الباحثون والتي يجب أن يحرص المصحح على الانتباه لها هو تغيير الحركات والذي يؤدي إلى تغيير المعنى، لذلك يجب أن يحرص الباحث على الانتباه إليها.
كما يجب أن يقوم المصحح بالانتباه إلى الألفاظ العامية والتي قد يستخدمها الباحث، وعليه أن يقوم بحذفها وتحويلها إلى كلمات باللغة الفصحى.
ما هي الأخطاء الشائعة التي يقع فيها المصحح اللغوي؟
يوجد هناك مجموعة كبيرة من الأخطاء الشائعة التي يقع فيها المصحح اللغوي ومن أبرز هذه الأخطاء:
عدم القدرة على التمييز بين الهاء والتاء المربوطة، ويعد هذا الخطأ من أكثر الأخطاء شيوعا، ويعد السبب الرئيسي الذي يجعل المصحح يقع في هذا الخطأ هو ضعفه في اللغة العربية، وعدم إدراكه للقاعدة الإملائية لهذه القضية.
عدم التمييز بين همزة الوصل وهمزة القطع: يعد عدم التمييز بين همزة الوصل وهمزة القطع من أهم الأخطاء التي يقع فيها المصحح اللغوي، وبشكل عام فإن العديد من الناس يقعون بهذا الخطأ والسبب بسيط عدم معرفتهم بقواعد همزة القطع والوصل.
وفي بعض الأحيان يقع الباحثون بخطأ في الكتابة، ومن هذه الأخطاء وضع مسافة بين واو العطف والكلمة التي تليها، ويعود سبب هذه الأخطاء إلى وقوع جهل الكاتب بقوانين الكتابة وقواعدها.
الخطأ في وضع علامات الترقيم، ويعد هذا الخطأ من أبرز الأخطاء التي يجدها المدقق اللغوي في النصوص، ويعود سبب هذه الأخطاء إلى عدم معرفة الشخص بقواعد علامات الترقيم، ومتى يجب أن يضع فاصلة، ومتى يجب أن يضع نقطة.
عدم التمييز بين الياء والألف المقصورة، وبين الألف الممدودة والألف المقصورة، ويعد الضعف في قواعد الإملاء من أهم الأسباب التي تدفع الأشخاص للوقوع في هذه الأخطاء.
ما هي مراحل عملية التصحيح اللغوي؟
تمر عملية التصحيح اللغوي بمجموعة من المراحل ومن أبرز هذه المراحل:
تحضير أدوات التصحيح اللغوي، حيث يجب على المصحح اللغوي أن يقوم بتحضير أدوات التصحيح اللغوي، كجهاز الحاسوب، المراجع والكتب التي يحتاجها في العملية، والمكان الهادئ البعيد عن الضجيج.
بعد ذلك يجب أن يقوم المصحح اللغوي بقراءة النص الذي يريد تصليحه دون أن يقوم بأي تصحيح، بل يجب أن يطلع عليه، وذلك لكي يتعرف على أسلوب الكاتب.
بعد أن يطلع الباحث على مجال النص يقوم بتجهيز المصادر اللازمة لهذا النص، ومن ثم يبدأ عميلة التدقيق واستخراج الأخطاء.
وفي الختام نرجو أن نكون وفقنا في تقديم معلومات أجبنا من خلالها على السؤال الذي طرحناه في البداية وهو ما هو التصحيح اللغوي.
للمساعدة في التدقيق اللغوي يسرنا تواصلكم عبر خدمة التدقيق اللغوي والنحوي مباشرة ..
تنسيق الرسائل العلمية