تم التحرير بتاريخ : 2018/09/19
المنهج الاستنباطي
يعد المنهج الاستنباطي واحدا من أهم وأبرز مناهج البحث العلمي، ومن المناهج التي يلجأ إليها عدد كبير من الباحثين من أجل القيام بأبحاثهم ودراستهم بشكل جيد، ومن أجل التوصل إلى حقائق ونظريات جديدة.
ويطلق على المنهج الاستنباطي اسم المنهج الاستدلالي، ويعرف بأنه عملية عقلية تعتمد على قاعدة تقول أن العقل لا يصل إلى معرفة شيء أو حكم إلا من خلال معرفة سابقة، وهذا ما يعني استنباط شيء من شيء أو أشياء آخرى.
ويعرف المنهج الاستنباطي بأنه منهج من مناهج البحث العلمي، ينتقل فيه الاستنتاج من الكل إلى الجزء، ومن العام إلى الخاص، ليكون بذلك المنهج النقيض للمنهج الاستقرائي والذي ينتقل فيه الاستنتاج من الجزء إلى الكل، ومن الخاص إلى العالم.
ومن خلال المنهج الاستنباطي فإن الباحث يقوم بعملية الاستنباط بدءا من القواعد الكلية حيث يقم باستخراج منها القواعد التي تنطبق على الجزء الذي يرغب ببحثه ودراسته.
ويتميز المنهج الاستنباطي بميله الكبير نحو المنطق، حيث أنه يعد أحد أشكال المنطق، حيث أن الباحث من خلال هذا المنهج يبدأ ببيان عام أو فرضية معينة، ومن ثم يقوم الباحث بالتعرف على إمكانية تطبيق هذه الفرضية، وذلك من أجل الوصول إلى نتائج معينة، ويقوم الباحث في هذا المنهج باستخدام فكر المراقبة، وذلك من أجل أن يتأكد من صحة النظريات التي يقوم بدراستها.
بالإضافة إلى ذلك فإن الباحث يقوم باستخدام المنهج الاستنباطي من أجل أن يقوم بوضع مجموعة من النظريات المهمة، كما يستطيع من خلاله أن يتنبأ بكافة النتائج التي ستتوصل إليها هذه النظريات، بشرط أن تكون الملاحظة التي قامت عليها نظرياته ملاحظة صحيحة وخالية من الأخطاء.
ومن أهم مميزات المنهج الاستنباطي أن أي شيء سوف ينطبق على فرد من أفراد المجموعة، سوف ينطبق بشكل تلقائي على باقي أفراد المجموعة.
ولكي يكون المنهج الاستنباطي صحيحا، يجب أن تكون الفرضية التي يقوم الباحث بفرضها فرضية صحيحة، وفي حال كانت الفرضية خاطئة فيجب أن فإن النتائج التي سيتم التوصل إليها ستكون نتائج خاطئة.
من هو مؤسس المنهج الاستنباطي؟
تأسس المنهج الاستنباطي على يد الفرنسي فرانس بيكون، والذي يمكن عده الأب الروحي لهذا المنهج.
ولقد قام فرانس بيكون بتقسيم المنهج الاستنباطي إلى ثلاثة أقسام وهي الاستنتاج الصوري، الاستنتاج التحليلي، والاستنتاج الرياضي.
ويعد مجال التربية أكثر المجالات التي يتم استخدام المنهج الاستنباطي فيها، فمن خلال هذا المنهج يقوم المدرس بعرض مجموعة من الأسئلة بشكل متسلسل، بطريقة يعدها بشكل مسبق، وتساهم إجابات هذه الأسئلة بالتوصل إلى القاعدة الرئيسية التي يرغب المدرس بالوصول إليها، والتي يرغب أن يفهمها طلابه بشكل كبير.
وبهذا نرى أن الطالب قد استنبط من القاعدة الكلية مجموعة من الأسئلة الفرعية التي تساعده على الوصول إلى القاعدة الكلية.
ما هي خطوات المنهج الاستنباطي؟
حتى يكون المنهج الاستنباطي صحيحا يجب أن يسير الباحث فيه وفق مجموعة من الخطوات والتي سوف نتعرف عليها من خلال السطور القادمة.
المقدمة: تعد المقدمة من أهم وأبرز الأمور في المنهج الاستنباطي، حيث يجب أن يبدأ الباحث مقدمته بذكر الأشياء المسلمة، والتي من المفترض أن تكون بذهن جميع الطلاب، وتعد المقدمة بمثابة التمهيد للمعلومات الجديدة التي سوف يقوم المعلم بطرحها على طلابه، لذلك يجب أن يحرص المعلم على أن تكون المقدمة متميزة ومثيرة ومشوقة بحيث تجعل الطالب يصغي بشكل جيد من أجل معرفة المعلومات الجديدة التي سيطلعه عليها المعلم.
العرض: ويعد العرض ثاني خطوات المنهج الاستنباطي، ومن خلاله يقدم الباحث أو المعلومات للطلاب وذلك من خلال تجزئة القاعدة الرئيسية إلى مجموعة من القواعد الفرعية، ومن ثم يعمل مع طلابه على جمع أجوبة الأسئلة التي قام بطرحها، وذلك من أجل يصل إلى القاعدة الرئيسية التي يريد أن يتعلمها طلابه ويتقنوها.
الاستنباط: ويعد الاستنباط ثالث خطوات المنهج الاستنباطي، ومن خلاله يقوم الباحث بترتيب الأجوبة التي أجاب عليها، وذلك لكي يصل إلى القاعدة الكلية بشكل صحيح، ومن خلال هذه الحالة يكون الباحث قد انتقل من الأمر المحسوس إلى الأمر المعنوي.
التطبيق والمراجعة: وتعد هذه الخطوة آخر خطوات المنهج الاستنباطي، ومن خلالها يقوم الباحث بتطبيق الدراسة التي قام بها، وذلك من أجل أن يتأكد من سلامة هذه الدراسة وصحتها، وبعد أن يتأكد من صحة هذه الدراسة يطلب من طلابه أن يقوموا بتطبيقها أيضا، وذلك لكي يتأكدوا من صحة المعلومات، ومن خلال تأكد الطلاب من الدراسة التي قام بها معلمهم فإن الأفكار سوف تترسخ في أذهانهم بشكل مباشر.
ما هي مبادئ المنهج الاستدلالي؟
يوجد للمنهج الاستدلالي مجموعة من المبادئ و من أهم وأبرز هذه المبادئ:
البديهيات: ويطلق عليها اسم المسلمات، وهي مجموعة من الأمور التي تكون واضحة وضوح الشمس، والتي لا تحتاج إلى أي إثباتات وذلك نظرا لصدقها، وتتميز البديهيات بوجود ثلاث خاصيات فيها وهي ظاهرة وواضحة بشكل تلقائي، والبديهية فيها منطقية وأولية، كما أن البديهية فيها تعد صورية عامة وشاملة.
المصادرات: وتعد المصادرات من أهم وأبرز مبادئ المنهج الاستدلالي، وتعرف المصادرات بأنها قضية ليست ظاهرة بنفسها، وإنما يطالب بالتسليم بصحتها، وتعد المصادرات أقل يقينية من البديهيات.
التعريفات: وتعد التعريفات من أهم وأبرز مبادئ المنهج الاستدلالي، وهي عبارة عن قضايا وتطورات جزئية، وخاصة بكل علم، كما أنها تعبر عن ماهية المعرف عنه، ويتركب التعريف من جزأين الأول ما يرد تعريفه، والثاني القول المعرف.
ما هي أدوات المنهج الاستنباطي؟
يوجد هناك مجموعة من الأدوات للمنهج الاستنباطي ومن أهم وأبرز هذه الأدوات:
القياس: ويعد القياس أحد أهم وأبرز أدوات المنهج الاستنباطي، ويعرف القياس بأنه علمية منطقية تنطلق من مجموعة من المقدمات المسلم بها إلى نتيجة افتراضية غير متأكد من صحتها، وذلك نظرا لأن القياس هو عبارة عن تحصيل حاصل.
التجريب العقلي: ويهرف بأنه قيام الإنسان بكافة الفروض والتحقيقات داخل علقه في حال عجز عن القيام بها خارج عقله.
التركيب. ويعد التركيب من أدوات المنهج الاستنباطي المهمة، ويعرف بأنه عملية تبدأ من القضية الصحيحة إلى استخراج النتائج بطريقة سليمة وصحيحة.
وهكذا نرى أن المنهج الاستنباطي من أهم وأبرز المناهج في البحث العلمي، ويساعد هذا المنهج المعلم على شرح القاعدة وذلك من خلال تحويلها إلى مجموعة من الأسئلة الجزئية، وجمع إجابات هذه الأسئلة.
الفرق بين المنهج الاستنباطي والمنهج الاستقرائي
يوجد هناك عدة فروقات ما بين المنهج الاستنباطي والمنهج الاستقرائي، وفيما يلي سوف نتعرف على أهم وأبرز هذه الفروقات:
المنهج الاستقرائي ينطلق من الجزء إلى الكل، بينما نجد المنهج الاستنباطي ينتقل من الكل إلى الجزء.
عملية الاستقراء تقوم على عملية استنباط القوانين من الوقائع، بينما عملية الاستنتاج تقوم على انتقال الفكر من المبادئ إلى النتائج بصورة عقلية بحتة.
المنهج الاستقرائي يستمد يقينه من العودة إلى التجربة، أي يجب أن يعود الباحث إلى المدرك الحسي من أجل التحقق من صحة التجربة، بينما المنهج الاستنباطي يستمد يقينه من علاقات المقدمات، أي يجب أن يحرص الباحث على عدم وجود أي تناقض بين النتائج والمقدمات.
المنهج الاستنباطي يتضمن بشكل منطقي المقدمات، وعلى الرغم من صدق المقدمات فإننا قد نصل إلى نتيجة كاذبة، بينما يهدف المنهج الاستقرائي للكشف عن كل ما هو جديد، وذلك لأنه لا يقوم بتلخيص المقدمات وحسب.
وفي الختام نرجو أن نكون وفقنا في تقديم معلومات كافية وضحنا من خلالها كل ما يرتبط ويتعلق بالمنهج الاستنباطي.
تنسيق الرسائل العلمية