تعد كيفية كتابة مقدمة بحث علمي من أهم وأبرز الأمور التي يجب على الباحث تعلمها وذلك نظرا للدور الكبير الذي تلعبه المقدمة في البحث العلمي، فمقدمة البحث العمي هي المدخل الرئيسي للبحث، وهي التي يجب أن تقدم معلومات تجذب من خلالها القراء للاطلاع البحث العلمي.

كما يجب أن تقدم لمحة عامة عن البحث العلمي بحيث يكون القارئ قادر على تحديد إن كان البحث العلمي الموجود بين يديه هو من يريده أم لا.

وحتى يكتب الباحث مقدمة بحث علمي ناجحة يجب عليه أن يتحدث يتعرف على عناصر مقدمة البحث، وشروط كتابتها، وهذا ما سنتحدث عنه من خلال هذا المقال.

شروط كتابة مقدمة بحث علمي

1. يشترط أن يكتب الباحث مقدمة البحث العلمي بعد الانتهاء من البحث العلمي.
2. يجب أن تكون مقدمة البحث العلمي مكتوبة بلغة فصيحة، ومصاغة بطريقة صحيحة وسليمة.
3. يجب أن تحتوي المقدمة على الأسباب التي دفعت الباحث لكتابة هذا البحث.
4. كما يجب أن تتضمن فرضية الدراسة، وأهداف الدراسة.
5. يجب أن يكتب الباحث في المقدمة كافة الصعوبات التي تعرض لها أثناء قيامه بكتابة البحث العلمي، والطرق التي ابتعها من أجل تجاوز هذه الصعوبات والوصول بالبحث العلمي إلى بر الأمان.
6. يجب أن يتأكد الباحث من خلو المقدمة من الأخطاء الإملائية والنحوية، لأن هذه الأخطاء تضر بالمقدمة بشكل خاص، وبالبحث العلمي بشكل عام.
7. يجب أن تكون متقدمة البحث العلمي متوسطة ولا تتجاوز عدد كلماتها ال300 كلمة.

ما هي عناصر مقدمة البحث العلمي؟

 حتى تكون مقدمة البحث العلمي ناجحة يجب أن تحتوي على مجموعة من العناصر، ومن أهم وأبرز هذه العناصر:

1. موضوع البحث العلمي: عنصر مهم من عناصر مقدمة بحث علمي، فمن خلال موضوع البحث العلمي يقدم الباحث الفكرة التي يدور حولها بحثه بطريقة مختصرة، ويجب أن يحرص الباحث على اختيار موضوع مميز لبحثه العلمي، يقدم فائدة جديدة للعلم، كما يجب أن يبتعد عن الأبحاث المستهلكة.
2. مشكلة البحث العلمي: تعد مشكلة البحث العلمي من أهم عناصر مقدمة البحث العلمي، وتعرف مشكلة البحث بأنها المشكلة التي يدور حولها البحث العلمي، حيث يقوم البحث بطرح تساؤل يقوم بالإجابة عنه من خلال البحث العلمي الذي يقوم به.
3. أهداف البحث العلمي: عنصر مهم من عناصر البحث العلمي، وتعرف أهداف البحث العلمي بأنها الأهداف التي يسعى الباحث لتحقيقها من خالال قيامه بالبحث العلمي، ويجب أن يحرص الباحث عند اختيار هذه الأهداف على أن تكون الأهداف المنطقية وقابلة للتحقيق، لأن اختيار أهداف تفوق إمكانياته أو مستحيلة التحقيق لن تساعده على تقديم بحث علمي صحيح وخالي من الأخطاء.
4. أهمية البحث العلمي: عنصر مهم من عناصر مقدمة البحث العلمي، ومن خلاله يتحدث الباحث عن الأهداف العلمية والعملية والتطبيقية للبحث العلمي الذي يقوم به، وعن الفوائد التي سيقدمها بحثه العلمي للعلم بشكل عام، وعن الأشياء الجديدة التي سيضيفها لمجال البحث العلمي.
5. حدود البحث: وهي الحدود الزمانية والمكانية والموضوعية التي يدور حولها البحث العلمي، فالحدود المكانية تحدد مكان حدوث الدراسة، بينما تحدد الحدود الزمانية زمان حدوث الدراسة، وتعد الحدود الزمانية والمكانية الإطار المرجعي لأبرز مشكلات البحث العلمي، في حين تعد الحدود الموضوعية شيء أساسي في البحث ولا يمكن الاستغناء عنها بعكس الحدود الزمانية والمكانية
6. الافتراضات: وهي عنصر مميز من عناصر مقدمة البحث العلمي، ومن خلال الافتراضات يقوم الباحث بذكر الفرضيات التي يقوم عليها البحث العلمي من خلال مجموعة من الأسئلة والأجوبة، ويجب أن تكون الافتراضات صحيحة ومختارة بدقة وعناية كبيرتين.
7. أدوات القياس: تعد أدوات القياس من أهم وأبرز عناصر مقدمة البحث العلمي، حيث يجب أن يوضح الباحث الأدوات التي استخدمها في بحثه العلمي، وكيفية اختياره لهذه الأدوات، وما هي الاستفادة التي حققها من خلال هذه الأدوات في البحث العلمي الذي قام به، ويجب أن يقوم الباحث باختيار أدوات قياس مناسبة للإمكانيات المادية الموجودة لديه، كما يجب أن يقوم بالتأكد من صدق البيانات والمعلومات التي تقدمها هذه الأدوات.
8. مجتمع الدراسة: عنصر مهم من عناصر مقدمة البحث العلمي، وهو المجتمع الذي تتم الدراسة حوله، ويجب أن يوضح الباحث خصائص المجتمع، وكيفية اختيار عينة الدراسة منه، لأن الدراسة تقوم بشكل عام على معرفة صفات موجودة في مجتمع ما، ويجب أن تكون عينة الدراسة صادقة، حتى يكون الباحث قادرا على تعميم النتائج التي يتوصل إليها من خلال بحثه العلمي.

ما هي أساسيات كتابة مقدمة البحث العلمي؟

لكتابة مقدمة بحث علمي صحيحة يوجد هناك أساسيات يجب أن يلتزم بها الباحث ومن أهم وأبرز هذه الأساسيات

1. كتابة مقدمة البحث العلمي بعد الانتهاء من البحث: وجود المقدمة في بداية البحث لا يعني كتابتها أولاً، فالباحث الخبير هو من يؤخر كتابة مقدمته إلى أن ينتهي من بحثه كاملاً، وذلك لأن المقدمة هي بوابة البحث، والتي يجب أن تتضمن لمحة عامة عن أقسام البحث كافة، لذلك يفضل تأخيرها لكي لا ينسى الباحث شيئا من تلك الأقسام.

لذلك فإن كتابة مقدمة البحث العلمي قبل الانتهاء من البحث يعد أمرا خاطئا.

2.  تهيئة القارء للبحث: يكمن دور مقدمة البحث في تهيئة القارئ إلى الإلمام بفكرة البحث، واطلاعه على وجهة نظر الكاتب في موضوع بحثه، وإظهار شخصية الكاتب، وطريقته في إثبات صحة فرضياته، فمن خلالها سيأخذ القارئ فكرة سريعة ومختصرة عن البحث العلمي الموجود بين يديه.
3. توسط الطول: يجب أن تكون المقدمة متوسطة الطول، فالمقدمة الطويلة تدخل الملل إلى نفس القارئ، بينما قد تكون المقدمة القصيرة مختصرةً، وغير شاملة لأقسام البحث كافة.
4. تحديد أسباب اختيار موضوع البحث العلمي: يجب أن يذكر الكاتب في المقدمة سبب اختياره لموضوع البحث، والهدف الذي يسعى للوصول إليه من خلاله، والطريقة التي استطاع من خلالها تحقيق هذ        ا الهدف.
5. ذكر أقسام البحث: يجب أن يذكر الباحث في المقدمة عناوين البحث الرئيسية، وأقسامه.
6. الحديث عن الصعوبات: يجب على الباحث ذكر الصعوبات والمشاكل التي واجهته أثناء إعداده وكتابته لبحثه العلمي.
7. المصادر والمراجع: يجب أن يذكر الباحث المصادر والمراجع التي عاد إليها وساعدته على إغناء بحثه، وذلك يثبت صحة المعلومات التي حصل عليها الباحث.
8. الكتابة بلغة سهلة: يجب أن تكون لغة الكاتب في المقدمة سهلةً، وسلسلة، وواضحة، وخالية من الأخطاء اللغوية والنحوية والإملائية.

ومن خلال ما سبق نرى أن كتابة مقدمة تحتاج خبرة كبيرة، ومعرفة من قبل الباحث بشروط كتابة مقدمة البحث والعناصر التي يجب أن تحتوي عليها المقدمة، والشروط التي يجب توفرها في المقدمة حتى تكون مقدمة صحيحة وناجحة.

وفي الختام نرجو أن نكون وفقنا في تقديم معلومات مفيدة وضحنا من خلالها كافة الأمور المتعلقة بكيفية كتابة مقدمة بحث علمي.