خطة بحث حول اختيار موضوع البحث

خطة بحث حول اختيار موضوع البحث

خطة بحث حول اختيار موضوع البحث

تم التحرير بتاريخ : 2022/02/04

اضفنا الى المفضلة

خطة بحث حول اختيار موضوع البحث

إن إخراج أي بحث علمي يتطلب من الباحث كفاءة علمية عالية وجهداً عظيماً وتفكيراً موضوعياً ودقة لغوية في مختلف مراحل عمل البحث، وتختلف أصناف الأبحاث العلمية تبعاً لاختلاف مناهجها وغاياتها وأحجامها، وعلى الباحث أن يتحرى خلال بحثه العمق في الدراسة والأصالة في الطرح والجدية في تناول الموضوع المراد بحثه، ليتوج بعد ذلك بإضافة علمية جديدة في حقول البناء المعرفي الإنساني، مع إحاطته بأخلاقيات البحث العلمي.

 

تعريف اختيار موضوع البحث

 

إن عملية اختيار موضوع البحث هي عملية تحديد القضية أو المشكلة العلمية التي تتطلب حلاً علمياً، انطلاقاً من عدة فرضيات علمية من خلال الدراسة والبحث والتحليل، لاكتشاف الحقيقة أو الحقائق العلمية المتعلقة بالمشكلة وتفسيرها واستغلالها في حل ومعالجة القضية أو المشكلة المطروحة للبحث العلمي.

 

مصادر اختيار موضوع البحث

 

  • ميدان تخصص الباحث 

  • انشغال الرأي العام بقضية معينة ذات صلة بتخصص الباحث 

  • اقتراح الأستاذ للموضوع على الباحث

  • اقتراح الباحث عدة موضوعات وقيام الأستاذ بمساعدته في الاختيار من بينها 

  • مراجعة الدراسات السابقة في موضوع معين.

  • يمكن للباحث اتباع أسلوب التثبت أو التأكد من خلال إجراء بحث جديد على نفس الموضوع

  • ما يحضره الباحث من ندوات أو مؤتمرات. 

 

شروط اختيار موضوع البحث

 

  • أن يكون الموضوع يستحق البحث فيه بأن يكون نافعاً للعلم والمجتمع 

  • أن يكون الموضوع محبباً للباحث 

  • أن يدور الموضوع حول شيء جديد لم يسبق الكتابة فيه 

  • أن يتأكد الباحث من قدرته على بحث الموضوع

  • أن يكون الموضوع ضيقاً في نقطة واحدة، 

  • يجب على الباحث أن يتخيل مسيرة البحث.

  • تجنب المواضيع التي تتسم بالغموض

  • انتهاج الأسلوب العلمي في التعبير بدلاً عن الأدبي

  • تجنب الحشو والسرد

  • تجنب توظيف الأفكار المخالفة.

 

اعداد خطة البحث

 

المعايير الذاتية لاختيار موضوع البحث

 

  • الصفات النفسية: أهم الصفات النفسية التي يجب أن تتوفر في الباحث العلمي، هي هدوء الأعصاب وقوة الملاحظة والرغبة الذاتية النفسية في موضوع البحث، وتعد هذه الرغبة عاملاً أساسياً وجوهرياً من عوامل ومقاييس اختيار موضوع البحث العلمي، لأنها تحقق عملية الاندماج والارتباط النفسي والعاطفي، بين الباحث العلمي وموضوع البحث العلمي وتدفع الباحث إلى التضحية والمثابرة وشدة الصبر والشجاعة والإخلاص المطلق للبحث العلمي، بالإضافة إلى الصبر والمثابرة لأن كل بحث قد تعترضه بعض المشاكل والمعيقات المالية والوقتية، وأخرى متعلقة بقلة المراجع، والباحث إذا لم يتحلى بالصبر فسيكون مصيره الفشل.

  • الصفات الأخلاقية: كالأمانة العلمية وهي أهم صفة أخلاقية، وذلك أن يكون الباحث أميناً في نسبة الأقوال إلى قائلها والأفكار إلى مبدعها، فلا يذكر فكرة أو يقتبس كتابة إلا ويذكر المرجع الذي اقتبست عنه، وألاّ ينسبها لنفسه، فيكون بذلك قد خالف أهم صفة من الصفات الأخلاقية التي يجب توفرها في الباحث، ويتعين على الباحث أن يذكر ذكراً صريحاً وواضحاً كل المصادر والمراجع العلمية التي بنى بها بحثه، بالإضافة إلى التواضع فلا يأخذ الباحث الغرور بما قد يصل إليه من نتائج ذات قيمة علمية، ويتعين على الباحث احترام آراء ومواقف الآخرين مهما هزلت أو عظمت، ذلك أن الاحترام من أجل وأجمل سمات الباحث.

  • الصفات العقلية: يتعين على الباحث أن يتسم بسرعة البديهة والفطنة العقلية التي تجعله قادراً على التعمق في الفهم والتحليل والربط والمقارنة والاستنتاج في معالجته للبحث العلمي محل الدراسة، ولا يمكن للباحث أن يكتسب هذه المهارات والملكات إلا عن طريق سعة الاطلاع والتفكير والتأمل في شتى الوثائق والمصادر المتعلقة بالموضوع، واستحضار التراكمات المعرفية المكتسبة، كما يجب على الباحث في معالجته لموضوع البحث، أن يتحلى بالموضوعية، أي تلك النظرة البعيدة عن الذاتية والأهواء الشخصية، التي يتساوى فيها الناظرون للشيء تحت الدراسة، مهما اختلفت زوايا رؤياهم.

  • الصفات الاقتصادية: أضحى إنجاز البحوث العلمية عملاً مكلفاً يتطلب مصاريف باهظة، خاصة الأبحاث العلمية الرفيعة المستوى، فقد تتطلب بعض الأبحاث القيام بتجارب وترحال لاقتناء المصادر والمراجع أو تصويرها، وشراء الآلات والأدوات لعملية إعداد البحث العلمي من أماكن متباعدة، لذا يجب الاستناد إلى معيار القدرة الاقتصادية في اختيار الموضوع، كما تجدر الإشارة إلى أنه لا يجب أخذ هذا المعيار على إطلاقه، وإلا اقتصر البحث العلمي على الأغنياء دون العامة، وهو أمر مرفوض، لأن البحث العلمي يقوم على القدرات العقلية قبل الاعتبارات المادية.

  • الصفات اللغوية: البحث العلمي يتطلب من الباحث استعدادات وقدرات لغوية تمكنه من إجراء دراسات مقارنة في الموضوع محل البحث، لأن العديد من المصادر والوثائق التي تضيف للبحث قيمة علمية مكتوبة بلغات أجنبية، وخصوصاً في البحوث القانونية التي تعتمد كثيراً على الدراسات المقارنة.

 

المعايير الموضوعية لاختيار موضوع البحث

 

  • تحديد الموضوع: المقصود بتحديد موضوع البحث هو حصره في جزئية معينة، تدخل أصلاً ضمن موضوع أكثر شمولاً، وهذا الموضوع يدخل بدوره في موضوع أهم وأشمل، ثم تعميق البحث تماماً حول الجزئية التي تم تحديدها، فالبحث العلمي بمثابة اختيار نقطة من محيط المعرفة، ودراستها دراسة معمقة ومكثفة، للوصول بها إلى القاع، وهذا هو التعمق المطلوب في البحوث، فكلما كان الموضوع محدداً بدقة، كانت الرؤية واضحة أمام الباحث، ولهذا وجب على الباحث أخد وقته الكافي في تحديد موضوعه، والإحاطة به إحاطة شاملة، حتى لا يصطدم مع معيقات قد تؤدي به إلى تغيير موضوعه.

  • القيمة العلمية للموضوع: يتعين على الباحث عند اختياره لموضوع بحثه أن يتحرى الثّمرات التي يمكن جنيها منه، أي ما سيقدمه هذا البحث من إضافة وفائدة، سواء بالنسبة للعلم بأن يكشف مجهولاً أو يجمع متفرقاً أو يصحح خطأ أو غير ذلك، أو يساهم في كشف الغامض من الأمور، أو حل بعض المشكلات الاجتماعية والاقتصادية القائمة، ومما يضفي أيضاً على البحث العلمي قيمة وأهمية الجدة والابتكار، وهي من أهم مقوماته الأساسية، والمقصود بالتجديد أن يكون موضوعاً حديثاً يضيف معارف جديدة، فلا يجب أن يكون منقولاً أو تقليداً أو ترجمة أو تكرار لما سبق وكُتب، ولا يعني ذلك ألاّ يكون الموضوع قد عولج من قبل، بل يعني أن يأتي بإضافة ومساهمة جديدة.

  • توفر المادة العلمية في الموضوع: ينبغي ألا يكون الموضوع مقفلاً، أي لا تتوفر فيه كتابات على الإطلاق، أو لا توجد بشأنه بعض البيانات المنيرة لطريق البحث، إذ لا فائدة من موضوع جيد لا مراجع له، فكلما وضعنا تحت أيدينا مصادر ومراجع كافية، كان إعدادنا للبحث جيداً، ذلك أن الباحث يحتاج إلى دليل واضح يرتبط بموضوعه، مستوحاة منابعه من مصادر موثوق بها، أو مراجع صحيحة، لهذا يجب على الباحث تجنب الوقوع في إشكال عدم وفرة المراجع، وأن يقوم مسبقاً برصد أولي للمراجع المتعلقة بموضوع بحثه ووضع لائحة بها، من أجل استخدامها في البحث.

 

خاتمة

ختاماً من الجدير ذكره أن موضوع البحث العلمي هو الواجهة التي تعطي انطباعاً جيداً عن البحث كاملاً، ويمثل الجزء الأكبر في لفت انتباه القارئ لتناول البحث وقراءته، حيث يعتمد ذكاء الباحث على اختياره لموضوع البحث العلمي، فإن كان الموضوع مميزاً ذو فكرة نادرة تقود إلى اكتشاف حقائق جديدة، يمكن القول بأن الباحث العلمي سيخوض رحلة بحثية عظيمة المتعة تنتهي به إلى التميز واعتبار بحثه نقطة انطلاق وبداية لأبحاث أخرى.

 


التعليقات

اضف تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
*
*
*





ابقى على تواصل معنا ... نحن بخدمتك