تم التحرير بتاريخ : 2021/07/18
تعتبر الدراسات السابقة أحد أهم مكونات البحث العلمي، نظرا لكونها أحد أهم مصادر البيانات التي يحصل عليها الباحث لإعداد بحثه، ويعتبر ذكر الدراسات السابقة التي ترتبط بموضوع البحث ارتباط وثيق من العناصر التي تغني البحث وترفع من قيمته العلمية، لذلك من المهم جدا أن يكون الباحث العلمي أو طالب البحث العلمي على اطلاع كبير على كيفية إعدادها والتعليق عليها، فيما يلي سنوضح نموذج تعليق على الدراسات السابقة ومراحله، إضافة لأهمية الدراسات وكيفية عرضها ضمن البحث العلمي.
يتم التعليق على الدراسات السابقة باتباع عدة خطوات، والتي هي:
يجب أن تحتوي الدراسات السابقة على الجانب الفني المطلوب، حيث يتم البحث عن الجانب الفني لتأكد من أن الجوانب الفنية كافة للغرض ومحققة لكافة المعايير المطلوبة، كما يجب أن تحقق نسبة ترابط وتناسق كافية لجذب القراء لقراءة البحث وانهاءه، فإن أي نقص في محتوى الدراسات السابقة سيفقدها أهم خواصها والتي هي خاصية الشمولية.
ويقصد بنقد المنهجية أن يتم نقد المنهج العلمي الذي تم اختياره لدراسة البحث، حيث يتم التحقق من ملائمة المنهج للبحث، ومدى توافق المنهج مع موضوع البحث الذي تتناوله الدراسات السابقة.
يجب أن تدرس عملية التعليق على الدراسات السابقة عينة البحث التي قام الباحث باختيارها لدراسة بحثه، حيث يتم التعليق فيما إذا كانت عينة البحث الختارة ملائمة لموضوع البحث ومناسبة وكافية له، فالكثير من الباحثين يختاروا عينات بحث صغيرة لأبحاثهم أو غير متوافقة مع موضوع البحث.
تعتبر من الخطوات المهمة في نموذج التعليق على الدراسات السابقة على اعتبار أن النتائج هي خلاصة العمل البحثي، ويتم التعليق على النتائج لأن في بعض الأحيان تكون غير متوافقة مع توقعات الباحث، ويعود ذلك لأسباب كثيرة قد يكون اختيار خاطئ للمنهج أو لعدم تحليل المعلومات والبيانات بشكل صحيح وغيرها من الأسباب، لذلك فإن مقارنة النتائج ما بين الدراسات السابقة والبحث الحالي أمر ضروري.
وتعتبر الخطوة الأخيرة في خطوات إعداد نموذج التعليق على الدراسات السابقة، في هذه الخطوة يتم التعليق لتأكد من مصداقية الدراسات السابقة وقربها من الحقيقة، وأنها محققة لجميع شروط الثبات، أي أن تكون معلوماتها صحيحة وبعيدة عن أي خطأ.
ويتم التعليق على الدراسات السابقة من خلال مرحلتين، ألا وهما:
في هذه المرحلة يكون نقد الدراسات السابقة مبينا على نسبة الترابط بين كل من خطة البحث التي تم وضعها قبل البدء بالبحث، والنتائج التي يتوقعها الباحث وينتظرها.
في هذه المرحلة يقوم الباحث بعملية المقارنة ما بين نتائج بحثه ونتائج الدراسات السابقة التي تم ذكرها في بداية بحثه، وعلى أساس هذه المقارنة يوضح الباحث الإضافات العلمية الجديدة التي قدمها بحثه، وما هي النقاط التي تميز بها، وما هي النقاط التي تعارضت بها نتائجه مع نتائج هذه الدراسات. ومن المهم ذكره أيضا في مجال التعليق، أنه يجب على الباحث توضيح أسباب الاختلاف والتشابه وتفسيرها ووضع التعليل المناسب لكل منها، فلا يكتفي بذكرها وحسب.
تعتبر الدراسات السابقة من الخطوات المهمة عند إعداد الأبحاث العلمية، وتكمن أهميتها في يلي: 1- للدراسات السابقة دور كبير في مساعدة الباحث على تجنب الكثير من الأخطاء التي تم الوقوع بها من قبل باحثين سابقين. 2- تجعل الباحث يبتعد عن الأبحاث والمواضيع التي تم البحث عنها بشكل كبير حتى لا يضيع من وقته عليها. 3- ولدراسات السابقة دور كبير في زيادة ثقافة الباحث ومهارته البحثية من خلال اطلاعه عليها وقراءته لها. 4- تجعل الباحث على اطلاع كبير حول كيفية وضع الأسئلة لبحثه العلمي، وبالتالي يصبح الباحث قادر على وضع أسئلة ملائمة ومناسبة للبحث. 5- كما تنبه الدراسات السابقة الباحث على الكثير من الأفكار والجوانب الجديدة، التي تجعل لديه دافع لدراستها بهدف إضافة التميز والابتكار عليها. 6- كما تجاوب الدراسات السابقة عن الكثير من الاستفسارات والتساؤلات التي تراود الباحث أثناء بحثه، فتختصر عليه الكثير من الجهد والوقت. 7- وتعتبر الدراسات السابقة من أهم مصادر المعلومات والبيانات التي يلجأ لها الباحث للحصول على ما ينقصه من معلومات تخص بحثه، كما تضعه في تصور كامل حول موضوع البحث الذي يبحث عنه. 8- كما تعتبر للدراسات السابقة دور كبير في توجيه الباحث نحو الاتجاه البحثي الصحيح، من خلال تعدد الفوائد التي تقدمها. 9- وإن ذكر الدراسات السابقة المتعلقة بشكل أساسي بموضوع البحث تغني البحث علميا وترفع من قيمته الفكرية. 11- تنوه الباحث وتذكره بالكثير من الأفكار التي من الممكن أن تكون غائبة عن ذهنه.
يوجد هناك طرق مختلفة لعرض الدراسات السابقة في البحث العلمي، فيما يلي سوف نذكر أهم هذه الطرق:
تعد هذه الطريقة من أكثر الطرق التي يستخدمها الباحثين عند عرض الدراسات السابقة، حيث تعتمد هذه الطريقة على ترتيب الدراسات تبعا من الأقدم إلى الأكثر حداثة، مع توضيح التغيرات والتطورات التي طرأت عليها، كما يتم ذكر الأدوات والوسائل التي كان لها دور كبير في التوصل إلى النتائج الصحيحة والمنطقية، كما يتم ذكر كيف تم تطوير هذه الوسائل والأدوات.
في هذه الطريقة يقوم الباحث بتقسيم الدراسات السابقة إلى عدة موضوعات معينة، بحيث يتم ترتيب كل موضوع منها مع الدراسة المناسبة له، وتتم مناقشة الدراسات السابقة تبعا لهذه الموضوعات المختارة.
وفي هذه الطريقة يتبع الباحث الأسلوب الشجري لعرض الدراسات السابقة.
تعتمد هذه الطريقة في حال كانت الدراسات السابقة مبينة على ترابط معين.
ويتم هنا في البداية مقارنة الدراسات السابقة مع بعضها البعض، ومن ثم يتم مقارنتها مع بعضها ومع الدراسة الحالية، وعلى أساس هذه المقارنة يتم تحديد مواطن الاختلاف والتشابه بينهما، كما يتم تحديد أثر هذه الدراسات على الموضوع الحالي.
يتم عرض الدراسات السابقة تبعا للمنهج العلمي المعتمد عليه، بحيث ترتب الدراسات التي استخدمت نفس المنهج مع بعضها البعض.
إن التعليق على الدراسات السابقة من الأمور المهمة عند إعداد البحث العلمي، فعلى أساسها يتم تحديد دقة البحث ومدى مصداقيته وشفافيته، فإن ذكر الدراسات السابقة المتعلقة بموضوع البحث وعرضها بالطريقة الصحيحة، ونقدها نقد إيجابي أو سلبي كل ذلك يزيد من أهمية البحث ويغنيه فكريا.
تنسيق الرسائل العلمية