تم التحرير بتاريخ : 2020/12/28
عادة يتم تقسيم الأبحاث العلمية إلى بحوث نظرية و بحوث تطبيقية، و هذا التقسيم يتبع في المرتبة الأولى لنوع البحث و العمليات البحثية التي من الممكن أن يقوم بها الباحث، كما يتبع لنوع الاختصاص و أهمية هذا البحث دون غيره، و سنقدم في هذه السطور بحث عن مهارة كتابة البحوث النظرية.
فالبحث النظري كمفهوم عام هو كتابة الأوراق البحثية بهدف حل مشكلة تواجه أحد النواحي للخروج بمبرهنات و قوانين تجاه هذه الظاهرة ، و هو بالتعريف الدراسة التي تهتم بتحقيق و صناعة إضافة ما لجانب علمي دون السعي لإمكانية تحقيقها على أرض الواقع، و هذه الدراسات و البحوث النظرية ليست مشروطة بالاختصاصات و العلوم الاجتماعية ، فهي الأسلوب العلمي الذي يهتم بتجميع بيانات البحث و تحليلها و تفسيرها لبناء قاعدة معرفية تجاه مشكلة الدراسة.
و مهارة كتابة البحوث النظرية مرتبطة بثقافة الباحث و قدرته على نشر المعرفة من خلال المعطيات التي بين يديه و إيصال الفكرة للمجتمع ، و يتبع ذلك مجموعة من الأهميات لهذه البحوث النظرية :
تعتبر البحوث النظرية نتاج إبداع و فكر أنساني منتظم و موجه تجاه ظاهرة و إيجاد حل لها بشرط تحمل دراسة هذه الظاهرة على اعتبارها تكتفي بالحلول النظرية.
البحوث النظرية ترتكز على دراسات حقيقية و ليست من وحي إبداع الباحث فحسب، فهي تهتم بالآراء المختلفة حول قضية الدراسة من خلال البيانات التي يتم جمعها من العينات المستهدفة و المصادر و المراجع العلمية السابقة مع الالتزام بشروط و أخلاقيات الدراسة و توثيق تلك المصادر.
مهارة كتابة البحوث النظرية ليست في تجميع البيانات و حسب بل تتخطاها لعمليات تحليل و تفسير تلك المعلومات و مقارنتها و التأكد من صحتها.
البحوث النظرية تهدف للوصول إلى نتائج معرفية اعتمادا على قواعد و قوانين أساسية ، و خلق منها قوانين جديدة تثري المجتمع العلمي.
وضعت اللجان المختصة في موضوع الدراسات و البحوث العلمية عدد من القواعد لكاتبة البحوث النظرية و أكدت على أهمية الالتزام بها ، و تتضمن البحوث النظرية بشكل عام عدد من المحتويات الأساسية و المتسلسلة بدءا بوضع فهرس للدراسة و الذي سيساعد القارئ في التعرف على الأجزاء و المواضيع التي تم تناولها في البحث و الوصول إلى بعض الأجزاء و العناوين الرئيسية و الفرعية ، و هذا عنصر أساسي في البحث النظري و بعد ذلك ينتقل الباحث كتابة أجزاء الدراسة و هي كالتالي :
موضوع الدراسة أو مشكلة البحث ، و من ثم كتابة العنوان المناسبة ، و اختيار مشكلة الدراسة في البحوث النظرية تتبع لعدة عوامل و يراعى فيها بعض الجوانب من أهمها :
اختيار موضوع مميز و جديد لم يتم تداوله من قبل.
أن يكون موضوع الدراسة هذا ذات قيمة و فائدة للمجتمع و يقدم إضافة جديدة.
ارتباط موضوع الدراسة باختصاص الباحث حتى يتمكن من تحقيق نتائج مرضية اعتمادا على معرفته المسبقة ببعض جوانب البحث ، مما يقوده للدخول لعمق الدراسة.
تناسب الموضوع مع بيئة الدراسة و الإمكانيات و القدرات لدى الباحث.
الاطلاع على الدراسات السابقة و المواضيع المتعلقة بهذه الدراسة و التأكد من وجود مصادر من الممكن للباحث الاعتماد عليها.
أما عنوان الدراسة فمن أهم خصائصه الاختصاص مع إيصال الهدف و الفكرة من الدراسة، فهو واجهة الدراسة و يجب أن يتم اختياره بعنايه ، و يمكن تقسم عنوان البحوث النظرية إلى جانبين ، الأول موضوعي و هو بمعنى ارتباط العنوان بالدراسة و مشكلة البحث ، و هنا على الباحث مراجعة المضمون بتمعن لاختيار عنوان لافت و معبر عنه، و الجانب الآخر شكلي و يعني المظهر و الشكل الذي سيظهر به العنوان، و أهم نقطة في هذا الجانب خلوه من الأخطاء و تركيب الجمل بطريقة منظمة.
منهج الدراسة : يعتبر اختيار المنهج الذي سيبني عليه الباحث دراسته هاما في التعريف بالدراسة و المشكلة و طريقة للوصول إلى نتائج مثالية، و البحوث النظرية يمكن أن تستند على اكثر من منهج، و غالبا يعتبر المنهج الوصفي و الاستقرائي سيد الموقف في هذا النوع من الدراسات، حيث يعتمد الباحث على وصف شكل و جوانب المشكلة التي تواجه المجتمع و التي اختارها الباحث في المنهج الوصفي ، ثم تحليلها و تفسيرها لمعرفة مسبباتها و الارتكاز عليها في إيجاد الحلول للمشكلة، و المنهج الاستقرائي يقوم على قراءة المشكلة و إبعادها و رأي المجتمع بها و أفضل الحلول التي تم استنباطها من دراسات سابقة، و ذلك كما في المنهج التاريخي المعتمد كل الاعتماد على تاريخ الظاهرة و الحلول السابقة ، و كذلك المنهج المقارن كما في الدراسات القانونية و الذي يعتبر أساس في مثل تلك الأنواع و غيرها من مناهج البحث العلمي.
منهجية البحث العلمي : و تعتبر مهارة كتابة البحوث النظرية من مهارة منهجية البحث العلمي ، فهي سلسلة من العمليات و الخطوات المتسلسلة و المترابطة و التي تعرف القارئ بأجزاء الدراسة و خطوات البحث ، و هذه المنهجية مشروط الالتزام بها في كتابة أي بحث علمي، و في البحوث النظرية تتبع للخطوات التالية :
المقدمة : من أهم النقاط المميزة في مهارة كتابة البحوث النظرية ، و هي التمهيد للدراسة و التعريف بجوانبها و الأسباب و المؤثرات المحيطة بمشكلة الدراسة و المجتمع الذي تقوم به، كما يتم وصف حدود الظاهرة و المشكلات المرتبطة بها في مقدمة البحث، فهي الدليل لمضمون البحث.
الأهداف : و هي مجموعة الحلول التي تهدف الدراسة لتحقيقها و يعبر هذا العنصر عن مدى أهمية الدراسة و التي دفعت الباحث لها ، و يرتكز الكثير من المختصين في تقييم الأبحاث على عنصر الأهداف في تقدير جدارة الدراسة، لذا تعتبر صياغة هذه الأهداف من مهارة كتابة البحوث النظرية.
مشكلة البحث و هي وصف المشكلة و وصف العوامل التي أثرت و تؤثر بها و توضيح معاني هذه الظاهرة، و فك الغموض عن بعض جوانبها، و التعريف بالأهميات التي دفعت الباحث للقيام بها ، ومدى فائدة المجتمع منها.
الفرضيات و هي مجموعة من الحلول المبدئية التي يفترضها الباحث اعتمادا على خبرته و ثقافته في اختصاص البحث، و هذه الفرضيات يتم دراستها للتأكد من صلاحيتها لمعالجة المشكلة، فهي قد تكون حلول حقيقية،. و يستند الباحث في الحصول على هذه الفرضيات على دراسات و علوم سابقة.
النتائج و هي الحلول الأكيدة للظاهرة ، و التي يتم نشرها للعموم للاستفادة منها، و قد تغدو هذه الحلول ذات أهمية كبيرة ، لذا يجب صياغتها بطريقة علمية واضحة و دقيقة.
الخاتمة و هي أساسية في مهارة كتابة البحوث النظرية و في منهجية البحث العلمي ، و قد لا تكون مرتبطة بموضوع الدراسة بشكل موجه،. و إنما قد تصف تأثير النتائج أو قد تكون شكر لجهة ما، و بعض الباحثين يتحدثون فيها عن أنفسهم.
التوصيات و هي مجموعة من المقترحات التي يضعها الباحث كاقتراحات لتطبيقها في بيئة الظاهرة.
المراجع و المصادر أيضا من أساسيات منهجية البحوث النظرية ، و هي دليل على التزام الباحث بمراعاة حقوق الآخرين و دليل على أخلاقه، كما انها شكر لأصحاب تلك الدراسات السابقة على الإضافات التي قدموها للمجتمع.
تنسيق الرسائل العلمية